الخريج السعودي ما له وما عليه - 24 أبريل 2013

صحيفة عكاظ

الخريج السعودي ما له وما عليه - 24 أبريل 2013

2021-11-10    478

قبل نحو ألف وأربعمئة وخمسين سنة شرفت بقاع مكة الطاهرة بأول تنزل للوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
في ذلك التاريخ البعيد / القريب.. ترددت في جنبات حراء أولى كلمات القرآن العظيم : «اقرأ».
«اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق».
حملت هذه الآيات الشريفة ـــ منذ مطلع الإسلام ـــ رسالة المعرفة.. المعرفة الشرعية المضمنة في قوله تعالى : «باسم ربك»، والمعرفة الدنيوية التي يوحي بها قول الخالق العليم : «خلق الإنسان من علق»، في إشارة خفية للعناية بدقائق الخلق، وعجائب الصنعة الإلهية فيه.
وما بين علم الدين وعلم الدنيا نبتت حضارة هذا الدين العظيم، وكانت مكة بكعبتها ومسجدها وحرائها مثابة لها وأمنا.. فحراء المنطلق، والكعبة الوجهة، والمسجد فضاء العلم الفسيح.
ومن ثم كان هذا المثلث المكي رمز العلم والمعرفة، وعنوان الوهج الحضاري الإسلامي. وليس غريبا بعد هذا كله.. أن ننظر إلى شعار جامعة أم القرى فنراه مؤلفا من هذه الأركان الثلاثة : الكعبة، والمسجد الحرام، وحراء.
من أجل ذلك فخريج المملكة عامة ومكة المكرمة على وجه الخصوص يحمل في قلبه أقباسا من أصداء حراء.. وأنفاسا من عبق المسجد الحرام.. وأطيابا من نفحات الكعبة المشرفة.
كان الأوائل إذا قدر لأحدهم أن يدرس في بيت الله الحرام ويجاوره عجل بإلحاق «المكي» إلى سلسلة نسبه تشرفا بأخذ العلم من هذه البقاع الشريفة.
فيكفي هذا الخريج أنه تخرج من الأرض المباركة التي تخرج منها وفيها : أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وحمزة بن عبدالمطلب، وعبدالرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيدالله، وبلال بن رباح، والأرقم بن أبي الأرقم، وأسامة بن زيد، والزبير بن العوام وغيرهم من جلة الصحابة وكبرائهم.. فأي شرف أعلى وأسنى وأسمى من أن ينتظم في سلك واحد مع هؤلاء العظماء.
إضافة لذلك يجب أن يدرك كل متخرج أنه تخرج من البلاد التي تستلم اليوم ريادة العالم الإسلامي، وتقود عبر جامعاتها كلها مسيرة المعرفة الشرعية المعاصرة، وتسهم بجد في سائر المعارف والعلوم.
أخيرا يجب أن يدرك أيضا خريج هذه البلاد المباركة ما يقتضي منه لقب خريج بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية من صدق في الديانة وسمو في الأخلاق وتفوق في المعرفة وجد في خدمة الدين والمليك والوطن
( * ) مدير جامعة أم القرى


مشاركة :